إحذروا.. أسماك "قـاتلة" في سـواحل الشــرق



أحدث ظهور أول حالة لسمكة الأرنب السامة بسواحل عنابة، الأسبوع الجاري، حالة طوارئ بمديرية الصيد ومفتشية البيطرة، التي أعدّت تقريرا مفصلا عن هذه السمكة، مدعوما بصور لها من شتى الجوانب وأرسلته إلى الجهات الوصية من أجل اتّخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لحظر تسويق هذا النوع من السمك القاتل وحرقه أو دفنه عند العثور عليه .ويُشير نص التقرير الموقع من طرف مفتشية البيطرة بعنابة، والذي حمل طابع «التحذير»، تحوز «النهار» نسخة منه إلى الموطن الأصلي الذي تعيش فيه هذه السمكة وكيفية اختراقها للسواحل الجزائرية، مرورا بقناة السويس والمياه البحرية التونسية التي تعتبر وفقا لذات التقرير، بوابة رئيسية لغزو هذه السمكة عرض السواحل الشرقية الجزائرية، التي أثبتت الأبحاث والتحقيقات المسحية والميدانية، ظهور أصناف منها خلال الأسبوع الجاري بسواحل عنابة والقالة على حدّ سواء، في وقت تحدّثت تقارير تحذيرية مماثلة عن ظهور نفس فصيلة سمك الأرنب السام بسواحل الشلف، ولكن بأعداد ضئيلة يسهل السيطرة عليها والتخلص منها بسرعة، بقدر ما يمكن للتهاون في عملية إتلافها أن يحدث مجزرة بشرية رهيبة، بالنظر إلى أن شحنة السموم التي يحتفظ بها جسم السمكة الواحدة أسفل الجلد، وفي كبدها الكبير وقرب أحشائها، قادرة على إبادة أكثر من 100 شخص في حال استهلاكها عن طريق الخطأ، حيث يبدأ السم في إظهار مفعوله خلال ساعتين، وتعدّ 8 ساعات حسب التقارير العلمية التي تناولت موضوع سمكة الأرنب كافية لقتل المستهلك، كما أن سمها ينتشر بسرعة في جسم الإنسان، وقد تأخذ فترة إزالته مدة 11 سنة، وهو ما يؤكد فعلا حجم المخاطر التي تعقب صيد هذا النوع من السمك الدخيل في السواحل الجزائرية، ولا يقتصر خطر هذه السمكة على البشر فقط، بل يمتد كذلك إلى حيوانات الحياة البحرية وعشبياتها التي تتأثر هي الأخرى بالسم، مما يؤدي إلى انقراض عدة أصناف من السمك والعشبيات البحرية التي يزخر بها البحر الأبيض المتوسط، ناهيك عن أعمال التخريب والتمزيق التي تطال شبابيك الصيد والحبال المستعملة في ربط السفن التجارية بالمرافئ، جرّاء وقوعها فريسة لقواطع سمكة الأرنب التي تتّسم بعدوانية مفرطة تجاه أي شيء أو جسم يعترض طريقها في البحر.ويشدّد التقرير التحذيري في نهاية المطاف، على ضرورة حرق ودفن هذه السمكة وقتما تم العثور عليها من طرف الصيادين، لتفادي وقوعها في أيدي الجاهلين بسمّها القاتل، كما يستوجب إتلاف الأسماك التي تعلق بمعيّتها لاحتمال تسرّب السموم إليها عبر احتكاكها بجلد الأخيرة، ويتوفّر التقرير على معرض صور لسمكة الأرنب السامة، حتى يتسنّى التعرف عليها بشكل جيد وسط الصيادين والمستهلكين، بغية تعميم الحملة التحذيرية والتوعوية بخصوصها، على جميع المستويات العامة والخاصة، في انتظار توسيعها إلى باقي الولايات، خاصة الساحلية منها، على غرار سكيكدة ومستغانم ووهران والغزوات.

جريدة النهار الجديد
– ‎à ‎النهار الجديد ‎.‎

Membres